الأحد، 23 ديسمبر 2012

10 انفراج وتأزم.


                                                                                         
                                                                    انفراج وتأزم
                             
 سنة الف وتسعمائة وخمس واربعين.  انفرجت الأوضاع وهطل المطر بغزارة والثلوج الكثيفة  وجادت الارض بخيراتها وغزت السلع موانئ الجزائر وامتلأت. مخازنها بالمواد الغذائية  وعم الخير. ربوع وطننا لكن صحة شقيقي الشيخ عيسي زهيوه تدهورت نظرا لما لاقاه من تعب نقله شقيقنا الاوسط  الى مستشفى قسنطينة للعلاج حيث وافاه اجله فى هذا الاثناء خرجت مظاهرات حاشدة فى بعض المدن الجزائرية بإيعاز من قادة سياسيون وطنيون تطالب فرنسا والحلفاء الوفاء بوعدهم منح الاستقلال لبلدان المغرب العربي بعد  النصر على المانيا وحلفائها جزاء مشاركتهم فى الحرب مع جيوش الدول الغربية لكن فرنسا تنكرت لوعدها وتصدت للمتظاهرين بالقتل والسجن فقتلت خمسة وأربعون الف جزائري وراحت تبحث عن الزعماء السياسيين والوطنيين والعلماء وخاصة اعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وكان شقيقي الاكبر احدهم فجاءت إلينا فرنسا تبحث عنه لقتله او سجنه غير ان يد القدر سبقتها اليه                        
                         
               

9 سنوات عجاف


                                                                       سنوات عجاف

      مرت الايام سراعا وبلغت العشر سنوات وبلغ  اخي الاوسط  العشرون سنة  قررا شقيقي الاكبر وعمي أن يزوجوا اخي الاوسط في بداية سنة. [١٩٤٠] وقد بدأ أوار الحرب العالمية الثانية يمتد ويقوى وينتشر كالنار فى الهشيم  انقطعت الطرق البحرية وارتفعت الاسعار وعم الجفاف  بلدان شمال افريقيا وتفشت المجاعة ولأمراض الخبيثة  وكثر الموت بين المواطنين ونفقت  الحيوان                  كنا نحن الأشقاء الثلاثة تجمعنا أخوة الاب وتفرقنا أخوة الأمهات تحت سلطة وأوامر عمنا الشيخ محمد زهيوه  رحمه الله   ونظرا لصعوبة الحيات وقلة ما باليد امر عمي  شقيقي الاكبر ان يبيع المحل التجاري  والعودة للإشراف على تسيير ما بقي لدينا من عمال. فى الارض كان شقيقي الاكبر رجل علم وتجارة  لكن قدره رماه  فى  ايام العسر والفاقة والمجاعة  والجفاف  والمرض والحرب الكونية الثانية
فبدلا من ان يكون موجها ومسيرا للعمال صار عاملا معهم يسافر الى.  اماكن بعيدة لجلب الاكل  لحيواناتنا الهزيلة  وكان رحمه الله يعمل بالنهار ويبيت ليله ساهرا يقرا كتب علوم الدين  والتفسير او يقرا القرءان او يكتب  وكنت أنا وابنه محمد العيد زهيوه اطال الله فى عمره نتعلم كتاب الله عند معلم للقران خاص بتعليمنا كان ابن اخي يحفظ القران أحسن مني كان المعلم يطلب كل ليلة واحد منا الجلوس امامه وتلاوة سور من القران كان ابن اخي يتلو السور كما يجب
وكنت أنا تأخذنني المتشابهات بين الايات تخرجني من سورة  الى سورة اخرى فكنت أتلقى من الضرب من أستاذي  ما يتلقاه الحمار العاصي لمولاه .

8 شقاوة الصغار وكيد النساء

                                                                         شقاوة الصغار وكيد النساء
          كنت اكبر ولد ذكرا  في صغار العائلة  واتميز بنوع من الخشونة كنا نلعب ونمرح داخل البيت او في المحيط فتقع  بيننا خلافات تؤدى الى التلاطم بالأيدي فكنت المنتصر بحكم فارق العمر وقوة الجسم  فيذهب او تذهب باكيا او باكية الى الام فتنتقم منى وتخبر اخي فاتعرض للعتاب والتوبيخ والضرب احيانا فكنت الغالب مرة والمغلوب مرتين. وكان شقيقي الاوسط  الشهيد  رابح زهيوه في قوة صباه ومراهقته قبل ان يتزوج عندما.    يراني حزين جالسا اسفل جدار البيت ابكى[ وقد جاء من  رحلة صيد أومن نزهة مع انداده] يسألني ماذا وقع لك يا إبراهيم  اخبره ان زوجة.  اخي ضربتني فيقول لي من منهن ضربتك فأشير الى احداهن فيزبد من الغيظ ويهجم عليها كالأسد الجسور فيشبعها ضربا وركلا متوعدا
أياها ان عادت لصنيعها سيقتلها قائلا لها اتحتقرين صغيرا يتيما    

7 استقبال مر


                                                                     استقبال مر

              استقبلنني النسوة اول معرفتي بهن في بيت الاسرة وبدأن الحديث معي وهن يضحكن من كلامى الذي  يشبه الي حد كبير لهجة اخواننا في تونس تكلمت احدي زوجات  آخى  موجهة كلامها الي زوجة عمي [ وكانت تتبني احد صغار الاسرة ولما يكبر تتبني غيره ] ها قد جاءك ابراهيم ليس له ام تبنيه ليكون لك بمثابة الابن الحقيقي فكشرت عن انيابها رحمها الله ونظرت الي نظرة شزراء قائلة أنا أتبني هذا؛...
            ولم يمض عن وجودي في بيت اسرتي ايام  حتي رايت النسوة ينظرن الي بعين الشفقة ويقلن ابراهيم مسكين لايعلم بموت امه وأخيه من امه  فهمت ان والدتي غادرت الحياة الي الابد كتمت سرى فى  قلبى وغادرت البيت بعيدا حيث اختليت بنفسي وبكيت بكاء ليس بعده  تبنتني ضرة أمي ام شقيقي الاوسط (الشهيد رابح زهيوه)
  والذي انجبته في اخر عمر ولادتها  ولم تنجب بعده واستمرت فى  العيش ببيت الزوجية تربي ابنها الي ان بلغ السابعة عشرة من عمره ولم يعد يحتاج الي رعاية  وحيث أني الوحيد في البيت يتيم ولا يهتم بي احد رقت لحالي  فتولت رعايتي كانت رحمها الله تدخلني اثناء النوم بين جسمها وقميص النوم  كنت أتبول عليها وهي امرأة تواظب علي الصلاة
كانت تضربني ضربا خفيفا وتيقظني بالليل لأذهب لبيت الخلاء

6 عودة علي بدء


                                                                      عودة علي بدء

                مرضت والدتي وفي احدي الايام رأيت خالي قد جاء لزيارتها  ولا يحمل معه الكسوة التي كانت ترافقه عند زيارتنا في كل مرة مرسلة من طرف شقيقي وكانت زيارة خالي لشقيقته  من امه [لان والدتي شقيقة خالي من امه] لا تزيد عن يومين او ثلاثة ايام لان خالي كان وحيدا له اولاد صغار جلهم بنات فكان عندما يقرر الغياب يوصي احد أصدقاءه برعاية بيته وبعض الشويهات الي حين عودته بلغت السنة الثامنة من عمرى شعرت والدتي بان رحيلها من عالم الدنيا جاء وقته
فطلبت من أخيها ان يأخذني معه للعيش بين أشقائي وعمى
كان خالى  قد رافق أخته عدة مرات الي الطبيب للفحص  ويتركوني  وأخي مسعود مع نسوة الجيران وعندما قرر خالي العودة الي بيته ببلدية تاملوكة التفت نحوي قائلا هيئ نفسك لمرافقتي لتعود للعيش مع إخوتك وعمك
ود عتني والدتي بعينيها وهي في الفراش قائلة رافقتك السلامة يا ابراهيم اهتم بنفسك وهي تبكي بكيت أنا كذالك لكن خالي جذبني من يدي قائلا هي يا ابراهيم اسرع قد ينطلق القطار ويفوتنا[القطار الذاهب من مدينة الكويف الي مدينة تبسة] ركبن القطار واذا به يرتطم بشيء ما فارتطم راسي بخلفية المقعد الخشبي الذي اجلس عليه تألمت من الصدمة كثيرا لكن سرعان ما نسيت الصدمة والقطار يسير ومنظر أعمدة الهاتف والأشجار تمر امام عيني وصلن مدينة تبسة ومنها ركبن حافلة  متجهة لمدينة عين البيضاء ومنها امتطين سيارة باتجاه مدينة قصر صبيحي ثم أتهجن الي بلدية تاملوكة سيرا علي الاقدام
كانت المسافة التي تفصل بين المدينتين عشرون كيلو مترا اغلبها جبال ومنعرجات كنت  لااستطيع السير فكان خالي رحمه الله يحملني علي ظهره احيانا و يتركني أسير خلفه أحيان اخري يتقدمني مسافة ثم يناديني الحق بي يا ابراهيم ولما قطعن السلسلة الجبلية التي تتميز بالمنحدرات والمرتفعات ونزلن الي السهول التابعة لبلدية تاملوكة
التحق بنا ركب من الفرسان متجهين لبلدية تاملوكة  لحضور حفل زفاف
فطلب خالي من احدهم ان يحملني معه علي فرصه حملني ذاك الفارس ثم التفت لخالي قائلا له لمن هذا الصبي يا سي بلقاسم قال له خالي  الصبي هو شقيق الشيخ عيسي زهيوة فرح ذاك الفارس وقال ان شقيقه اشهر من نار علي علم  وصلن بلدية تاملوكة  وكان العياء بلغ مني الكثير استقبلني شقيقي بفرح غامر ورفعني في ذراعه وهو يضحك ويحي  من يعرفهم قائلا انه شقيقي الاصغر كان يعيش مع والدته في منطقة الحدود بين الجزائر وتونس
ذهب بي الي الترزي ليخيط لي بدلة أخذ ذالك الترزي مقاسات جسمي ثم عاد بي الي محل التجارة  ووجدت ابنه الاكبر من الذكور السيد محمد العيد اطال الله حياته كان اقل منى سنا  خرج شقيقي  لشان ما وتركني وابنه بالمحل كنت مندهشا لم أر الواجهات الزجاجية والأواني البلورية المليئة بالحلوى...... وووالخ لكن ابن اخي كان متعودا بمثل هذه الاشياء فقال لي أتريد ان تأكل الحلوى فأومات برأسي بالموافقة فمد يده لذراع خشبية طويلة[ كان يستخدمها اخي للاستعانة بها لجلب الاشياء من الرفوف العليا] وصوبها لآنية من الزجاج كبيرة الحجم مليئة بالحلوى فهوت فوق القاعة و انكسرت وتبعثرت الحلوى فى كل اتجاه  تملكني الخوف لكن ابن اخي كان يضحك ولا يبالى دخل علينا  شقيقي ولم يضربنا  بل مجرد قليل من التوبيخ ثم لملم شظايا الزجاج المبعثرة هنا وهناك ووضع قطع الحلوى فى آنية  اخرى من الزجاج
كانت قرية تاملوكة يقام بها سوق أسبوعي في يوم الجمعة ولا زالت الي اليوم  في هذا اليوم كان سكان الأرياف يتوافدون الي القرية لقضاء حاجياتهم من السوق الاسبوعي جاء عمي كعادته لحضور السوق الاسبوعي وكان قد علم بقدومي من الحدود الشرقية للوطن
فلما دخل محل ابن أخيه للتجارة كنت لا اعرفه سلم عليه شقيقي باحترام  وقال لي سلم على ابيك وناديه بابي من الان فصاعدا
سلمت عليه وضعنى في حجره وقال لي سترافقنى للعيش معي في البادىة. عدت للبيت الذي رايت فيه اول مرة النور بعد خروجي من بطن  امي وهكذا تشابهت سنوات عمري الاولي بسنوات عمر والدتى اخر ايام عمرها  فهي جاءت عروس من منطقة صباها الي بيت أبى  وعادت عروس الي مرابع صباها حيث ماتت وانا غادرت مرابع  نشأتي الاولى يتيم الاب وربيبا لزوج امي وعدت يتيم الابوين للمكان الذى رأيت فيه النور اول مرة  وقت خروجى للحياة

5 الوافد الجديد


                                                                              الوافد الجديد

    ازدان فراش أمي بأخي  مسعود من زوجها الثاني  كانت والدتي تحضر إبريق الحليب قبل ان تنام  لرضيعها لكي لا يزعجهم وزوجها بالليل بصياحه كان زوج أمي يذهب لعمله في بكور الطير او قبله كي يلتحق بعمله في منجم المستعمرين للفوسفاط وكانت والدتي تقوم قبل استيقاظ زوجها لتحضر له عوينه  ليتناوله في مكان عمله وعندما يغلبها النعاس ولا تتفطن فى الوقت المناسب لأنها تستيقظ عدت مرات علي صياح اخي لتعطيه الحليب كانت رحمها الله تتعرض للضرب. والشتم من زوجها وتتعرض أواني مطبخها المصنوعة من الطين للتهشيم والكسر
وكنت أنا  أزيد  من تعبها حيث كنت اتسلل بالليل كاللص  الي إبريق الحليب  المعد لشقيقي وافرغه في جوفي فتعرف رحمها الله من صاحب العملة فأتلقى منها لكمات في راسي وجبيني  وتقوم بإعداد إبريق اخر من الحليب لأخي  الذي لا يكف من الصياح حتي يأخذ نصيبه من الحليب
      كنت اطلب من والدتي أشياء لا تسطيع. تلبيتها لي فكنت اغضب  وابتعد من البيت بخطوات وارميها هي والبيت بالحجارة وكان  البيت مكون من صفائح الزنك  فأحدث ضجيجا وكأنها حرب قامت
      فتتوعدني عندما أعود للبيت اذهب العب مع أقراني  وانسى ما فعلته قبل قليل أعود للكوخ البئيس  واذا بأمي لي بالمرصاد  تأخذني وتضعني بين ساقيها وتشبعني قرصا وضربا وعندما  تتركني ابتعد قليلا وتبدأ الحرب من جديد مع صفائح الزنك

4 العودة

                                                

                              العودة


          بعد سنة او اقل هز والدتي الشوق الي فعادت لرؤيتى  وجدتني في حالة 

مزرية كما قيل لي وقد  تعودت علي  عيش التعاسة والذل تذكرت  أمي ايام عزها في 

بيت ابي والأوضاع التي آلت اليها وأياي بكت بدل الدموع دما  كما يقال  وقالت

[ ابن العز صار للدز] كان شقيقي الاكبر له زوجتان في بيت واحد وكان لكليهما 

صغارا 

فكانت كل واحدة منهن تهتم بصغارها وكنت لا يهتم بي احد (الا اللمم) 

                                        صرت ربيبا

    توسلت والدتي لشقيقي الاكبر الشيخ عيسي زهيوه السماح  لي بمرافقتها للعيش 

معها حيث تعيش رفض اخي طلبها فبكت وانتحبت أمامه وقبلت يديه ووعدته 

دفع حياتها ثمنا  من اجل رعايتي تقبل اخي وعدها بشرط ان تعيد ما أخذته من ميراث 

الي بيت العاءلة فقبلت أمي طلب شقيقي وأعادت  ما أخذته من ميراث من بيت زوجها 

بعد مماته لبيت العائلة  سافرت مع والدتي الي منطقة الحدود الجزائرية  التونسية بادية 

مدينة الكويف [ولاية تبسة]  وعشت مدة ثلاث او أربعة سنوات العب مع من وجدتهم 

في سني من بنين وبنات تعلمت لغتهم  وعاداتهم وطبائعهم التي تشبه الي حد بعيد 

عادات وطبوع الشعب التونسي الشقيق

كان شقيقي الشيخ عيسي زهيوه تاجرا في بلدية تأملوكة يبيع القماش والمواد الغذائية 

فكان يرسل لي مع  خالي الحاج بلقاسم رحمه الله كل سنة كسوة جديدة وطربوش 

عثماني ( عصملى ) 

3 أيام العز ولت


أيام العز ولت
                                   
  في بداية السنة الثانية من عمري توفي والدي ولم يبق لوالدتي من يعيلها  ويحميها  فذهبت لبيت شقيقها[خالي] واخذتن معها كانت والدتي  رحمها الله لازالت في مقتبل العمر  تتمتع بجمال وأنوثة قوية الامر الذي وقعها تحت طائلة  إلحاح النسوة حثها علي  الزواج قائلين لها رضيت بان تكوني خادمة لزوجة أخيك خاضعة لأوامرها  فكان ردها ان ابني ابراهيم لازال صغير  السن ان تزوجت تعود حضانته لأشقائه واحرم  من رؤيته  وأخاف عليه من كيد نسائهم
                                      جاءت منه عروس وعادت اليه عروس       

      شاء القدر ان تقدم  لوالدتي  شقيق زوجة أخيها طالبا من أخته  وصهره إقناعها بالزواج منه  رضخت والدتي لرغبة وإلحاح الجميع    وكان النسوة يقولون لها لماذا تقبرين هذا الجمال بالحياة وانت في مقتبل العمر بإمكانك    ان تنجبي صغارا آخرين وتحبينهم وتنسين حبك لإبراهيم فوافقت بامتعاض علي الزواج وعادت مرة اخري عروس الي مرابع صباها
        كان زوج أمي عامل بسيط بأحدي مناجم الفوسفاط تحت إشراف الاستعمار الفرنسي يتقاضى أجرا زهيدا وكان يسكن كوخا نصف حيطانه من القصدير يعيش وأمي معيشة ضنكة        

2 قصة زواج أمي



قصة زواج أمي

    ذهب جدي في زيارة الي أقارب للعائلة    استقر بهم المقام  علي الحدود الجزائرية  التونسية  فوقعت عينه علي والدتي فأعجب بجمالها الفتان كما يقال وكانت في اعز صباها فطلب يدها من اهلها لتكون زوجة  لعمي وافق اهلها دفع جدي مهر والدتي وارسل مبعوث الى والدي وعمي ان يعدوا للعرس  بدأت مراسيم الاعداد للعرس  وكانت زوجة عمي تعد للعرس مع النسوة وتبكي وتقول. [أرعدي وبعدي والكاف الأحمر لك جدي]  كان احد الكهوف القريب من دشرتنا يقال له الكاف الأحمر  فوعدته بنحر جدي العنز اذا لم تكن. أمي ضرة عليها  تأثر عمي لبكاء زوجته  وارسل مبعوث لوالده[ جدي]  يخبره فيه انه يرفض  هذه الزيجة. غضب جدي من عمي لهذ ا العصيان  فبعث لوالدي ان يستعد للزواج بدل شقيقه ووبخ عمي قائلا له لقد أعماك  سحر زوجتك العاقر صرت لأتعرف اين مصلحتك

1 قارب الاقدار


بسم الله الرحمن الرحيم
           
قارب الاقدار
           
  شاء القدر ان خلق بشرا سمي [ابراهيم زهيوه ]          
 بدأت رحلة هذا المخلوق في مسيرة العمر كقارب في بحر تقاذفه  الامواج لا يعرف اين يتجه ولا يعلم متي واين يرسو في محطة سفر العمر النهائية
  كانا المرحومان ابي وعمي من أغنياء دشرتنا  كان بيتنا تحيط به أكواخ الفلاحين وكان ابي وعمي يملكان مساحات شاسعة من الأراضي  الفلاحية وكثير من  الحيوانات  لخدمة الارض ( خيول وبغال أبقار واغنام الخ ) كان المرحوم جدي له ولدان ابي وهو الاكبر وعمي , تزوج والدي وانجب شقيقي الاكبر الشيخ عيسي زهيوه ثم ماتت زوجته الأولي تتلمذ شقيقي علي يد العلامة الشهير الشيخ عبد الحميد ابن باديس في  قسنطينة  وأضحى من اكبر علماء عصره يشار اليه بالبنان في قريتنا بلدية [تاملوكة]  كانت تتبع مدينة قسنطينة سابقا والان ولاية [قالمة]  تزوج ابي مرة ثانية  لكن زوجته تأخرت في الإنجاب  تزوج عمي وانجب ولدين [ كما حكي لنا] ثم ماتت زوجته وولديها  أعاد عمي الزواج من احدي بنات عمال الفلاحة عندنا وكانت تملك مسحة  من الجمال  لكن اتضح انها عاقر فلم يرزق منها بأولاد